العلاقة بين الأباء والأبناء فى ظل السنوات الماضية تدهورت العلاقات الأسرية إلى أسوء حال فأصبح هناك مشكلة كبيرة فى التواصل بين الأباء والأبناء
فالأباء عاشوا فى ظل فترة لم يكن بها تطور أو تكنولوجيا مثلما نرى فى حياتنا الأن, لكن هل فقط التطور والتكنولوجيا هى السبب الوحيد فى هذه الفجوة التى وجدت بين الأسرة !!
لنرى معا كيف كان حال المعيشة فى العقود الماضية!!
أتذكر عندما كنت صغيراً عندما كان يأتى أبى من عمله فى تمام الثالثة ويبقى أمامه تقريبا سعات سبع يقضيها معنا وكانت مليئة بالأنشطة التى منها التحاور فى أمور عامة و المذاكرة لنا وتحفيظ القرأن وأيضاً بعض اللعب مع المساهمة فى بعض الأعمال المنزلية وكان هذه المرحلة مليئة بالسعادة والأنسجام التام فى ..
ولكن مع غلاء المعيشة وتدهور الأحوال المعيشية بسبب الظروف السياسية المعروفة ومع دافع البقاء أضطر أبى أن يعمل أوقات أضافية حتى يلبى أحتباجات أسرته حتى أنه وصل به الحال أن الوقت الذى يقضية معنا أصبح بالكاد معدوما فبدلاً من عودته فى الثالثة عصراً أصبح الأن يعود من عمله فى السابعة أو الثامنة مساءاً ,يأتى متعباً فيذهب للنوم ليستطيع أن يقوم فى الصباح الباكر ليذهب لعمله , وأنقطع الأتصال الأسرى وأصبح التعصب هو الأمر السائد فى المنزل .
هذا ليس حالى فقط ولكنه حال معظم الأسر المصرية,جميعنا عانى بسبب الظروف المعيشية التى أجبرت الأباء على المزيد من العمل لتلبية أحتياجات أسرهم مما أدى إلى أنقطاع الأتصال الأسرى وأنتشر التعصب فى المنزل الذى يفترض به أن يكون مثل ضم الأم لولدها, وأدى هذا التعصب إلى نفور أولادنا إلى الشوارع علهم يجدون فيها ما يريحهم,الشوارع كان فيها من كل لون كان فيها الولد الذى فسد بسبب أهمال والديه له وكان فيها الأولاد الخلوقيين وكانوا كثيرين فى هذا الوقت ولكن المصيبة الكبرى أنه أنعدمت رقابة الأباء على أولادهم مما جعل الأولاد فى الشوارع يطلقون العنان لأنفسهم ليختاروا طرقاً لحياتهم دون موجه أو قائد فاختلط الزيت بالماء فأصبح الأولاد الفاسدين فى تعامل مباشر مع الخلوقيين مما أدى إلى تراجع الأخلاق عندهم بل أصبحوا فاسدين مثل القلة الفاسدة ولم بنجوا منهم إلا القليل فأصبح الشارع بدلاً من كونه معبرا عن الأخلاق الحميدة التى تنعكس من تربية الأباء فى المنزل أصبح وكراً للفساد وأصبح الشارع هو كابوس الأباء الذى لا يتمنوا أن يتحقق لأبنهم,أصبحت الأن السمة العامة فى الشارع هى الفساد بعدما كانت الأخلاق .
لكننا سئمنا من هذا لنا ولا نرضاه لأولادنا فى المستقبل وعلينا الأن الأن الأن أن ندرك اللحظة الفارقة ونصحح هذا الوضع الخاطئ.
إلى شباب مصر :نحن جيل لا يعرف المستحيل نحن جيل سيبنى على أكتافه نهضة مصر وحضارتها نحن جيل الثورة ..
إن أبائنا أرتكبوا هذا الخطأ ومن وجهة نظرهم لم يكن خطأ بل كان واجباً عليهم ونحن نعذرهم فى هذا , وإذا لم نستطع أن نتغلب على هذه الظاهرة فأنها ستتكرر مع أولادنا فى المستقبل القريب وسيصبح الفساد ظاهرة متفشية فى الشارع المصرى, علينا أن نقوم بألحاح بمحاولات لأرجاع العلاقة الأسرية السليمة ,علينا أن نقوم نحن بوضع حلقة التواصل المفقودة فى مكانها ,علينا أن نواجه الوضع مع أبائنا بصورة أو بأخرى, علينا أن نكون أكثر صبراً وفهما, كن أكثر توددا لوالديك عبر شرائك بعض الهدايا لهم ,تكلم معهم فى الأمور العامة ,أن كان أباك يعمل معظم يومه فحاول أن تتواصل تليفونيا ,
فقط غير و أبدع فى محاولاتك وطرقك معهم ولا تيأس وأستمر فى هذا إلى أن ترجع المياه إلى مجاريها وتنعم بحياة أسرية هادئة ليسود المجتمع أخلاق حميدة كما كان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق