السبت، 13 أكتوبر 2012

القلق والتوتر النفسي و العصبي...... والعلاج بالسنة النبوية وأعراض الاكتئاب ؟؟




لعل أفضل علاج لمواجهة التوتر العصبي يكمن في المقولة الشهيرة لرينولد نيبور التي تقول: "إلهي أعطني الشجاعة والقدرة على تغيير الأشياء التي أقدر على تغييرها، والقناعة على تقبل الأشياء التي لا يمكنني تغييرها، والحكمة على معرفة الفرق بين الاثنين ويقول الدكتور عز نعيش الآن في عالم مضطرب ثائر.. فيه يثور الإنسان المعاصر على نفسه وعلى الآخرين.. عالم في صراع بين طوائفه وطبقاته.عالم في صراع بين البيض والسود.. وبين الأغنياء والفقراء صراع مادي لا يعرف الرحمة ولا الإخوة ولا الإنسانية، وكأن سوط المادة يلهب ظهور البشر لجمع مال أو اغتصاب حق أو حيازة ثروة.
وهذه الحياة المادية الثائرة المضطربة حرمت الإنسان من حياة هادئة وأبعدته عن الراحة والسعادة مما يؤدى لانتشار التوتر وقله النوم سواء للظروف المحيطة وما تسببه لنا من إحباط وللبعض من أكتائب وكذلك الضغط النفسي اليومي والامتحانات والمسئوليات التي تلقى على عاتقنا وتثقلنا وتحبط من عزيمتنا
بداية ننبه إلى أن اضطرابات النوم الناتجة عن أسباب عضوية أو سلوكية، يمكن ـ في حد ذاتها ـ أن تؤدي إلى اضطرابات نفسية نتيجة للحرمان المزمن من النوم الجيد، مما يسبب صعوبة التشخيص والعلاج في بعض الأحيان
القلق هو رد فعلي نفسي وجسدي طبيعي للشد العصبي والمواقف غير المريحة. ولكن القلق الزائد وعدم القدرة علي الراحة والتوتر الزائد يمكن أن تسبب المشاكل.
إذا كان القلق أو التوتر يجعلك غير قادر علي النوم والقيام بالنشاطات اليومية المختلفة أو أنك تواجه مشاكل في التركيز، فعليك استشارة طبيبك.
يمكن أن تتمثل اضطرابات القلق العام في شخص يعاني من القلق والتوتر الزائد ولا يستطيع التحكم في المشاكل اليومية التي تواجهه لمدة لا تقل علي 6 أشهر.
يجب أن يكون الطبيب علي وعي تام بالأعراض النفسية للمريض لتشخيص الحالة.
لذلك من المهم جداً إخبار طبيبك عن الوضع النفسي والعقلي الذي يصاحب الأعراض الجسدية التي تشعر بها.
القلق العام هو حالة مرضية تتصف بالخوف أو القلق من موقف لا يستدعي ذلك القلق، أو حالة قلق أكثر مما يحتمل الموقف أو لفترة أطول من الطبيعي، وهو من أكثر الحالات انتشاراً في الاضطرابات العقلية.
تتضمن الأعراض النفسية لهذه الحالة:
 - توتر وشد عصبي زائدان ومزمن.
- عدم القدرة علي الاسترخاء.
 - اعتلال المزاج (عصبية)
 - الأعراض الجسمانية المصاحبة لحالة القلق العام:
-  الإرهاق.
-  الشد العصبي للعضلات.
 - الصداع.
 - أرق/ مشاكل النوم
بعض أنواع العلاجات
رد الفعل الجسدي - وهو أسلوب يستخدم لزيادة السيطرة علي حالة القلق وذلك عن طريق قياس رد الفعل الجسدي مثل الشد العصبي للعضلات أو قياس سرعة ضربات القلب (تسجل سرعة ضربات القلب مقياس أعلى إذا كنت تعاني من القلق).
- العلاج عن طريق إدراك السلوك - وذلك عن طريق إدراك المريض لأسباب قلقه والأشياء التي يفكر فيها ويحاول تغيير طريقه ونظام تفكيره وعدم التركيز علي مثل هذه الأشياء لتقليل أسباب القلق والخوف.
- العلاج النفسي - يقوم الطبيب لمساعدة المريض لإدراك مصادر قلقه وخوفه التي يعاني منها وذلك من أجل التعامل معها بشكل أفضل.
- العلاج المركب - وهو تركيبة من العلاجات المختلفة من طب ونفسي وإدراك للسلوك.
يجب إخبار الطبيب عن أية عقاقير أخرى تتناولها أو أي علاج بالأعشاب في حالة علاج حالتك عن طريق العقاقير الطبية وذلك لتجنب أية تفاعلات بين العقاقير. [/b][/size][/center]
الاكتئاب
لا شك في أن الاكتئاب من الاضطرابات الخطيرة التي تتدخل في كيفية عمل وظائف الجسم والإحساس العاطفي والشعور بالذات، وطريقة تعاملنا مع المؤثرات واستجابتنا للمتغيرات من حولنا، وهو من الاضطرابات المنتشرة، حيث يصيب الاكتئاب قريبا من 14 مليون شخص في الولايات المتحدة كل عام، ويتعرض له واحد من بين كل 6 أفراد خلال فترة حياتهم.  
أعراض الاكتئاب
والأعراض المزمنة التي يمكن أن يتعرض لها المصاب بالاكتئاب بصورة شبه يومية، نلخصها في عدة نقاط أساسية:
- الحزن الشديد، والشعور بالإحباط والعجز، وعدم الجدوى أو القيمة (من حياتهم).
-  الإحساس الطاغي بالضجر والشعور الزائد بالتوتر.
-  عدم الرغبة في المشاركة في المناسبات العائلية.
-  فقدان الاستمتاع بالنشاطات الاجتماعية المختلفة.
 - تغير الوزن الحاد سواء بالزيادة أو النقصان.
 - صعوبة التركيز وضبابية التفكير.
 - نوبات الغضب أو التوتر المفاجئة.
 - التفكير في وضع نهاية للحياة.
وقد يتعرض كثير منا إلى بعض هذه الأعراض بصورة طفيفة ومؤقتة بين فترة وأخرى كما يحصل عند المعاناة من اضطرابات التأقلم، ولا يُعد ذلك اكتئابا بالضرورة، إلا أن التعامل طويل الأمد مع ضغط هذه الاضطرابات المزاجية، يجعل من الصعب على الفرد إدارة حياته الاجتماعية والعملية بصورة طبيعية.
علاقة النوم بالاكتئاب
وتؤدي هذه الأعراض بالنتيجة إلى زيادة القلق والتوتر العصبي، وصعوبة النوم بشكل تدريجي، وكثرة التململ في أثناء الليل، وبالتالي رداءة النوم، والحرمان من مرحلتيه العميقتين (المرحلة الثالثة والمرحلة الرابعة) بصفتهما المرحلتين الأهم في إعادة تأهيل الجسم واستعادة عافيته، مما ينعكس سلبا على نشاط الفرد الذهني في أثناء النهار، ويؤدي إلى خموله الجسدي والنفسي على حد سواء.
ويُعد أرق بداية النوم، والتنبه من النوم في وقت مبكر جدا، من أهم ما يتميز به الاكتئاب، إلا أن بعض المصابين بالاكتئاب ـ وبالعكس ـ يتعرضون إلى فرط النوم، لذا فغياب عرض الأرق لا يعني بالضرورة عدم الإصابة بالاكتئاب.
وفي خضم الصراع شبه اليومي مع اضطرابات المزاج، يعتاد الإنسان على بعض السلوكيات الخاطئة المصاحبة للنوم، مثل الخوف والقلق من عدم قدرته على النوم الهادئ، والإفراط في تناول المنبهات، واختلال مواعيد النوم والاستيقاظ، إضافة إلى التدخين وكثرة التفكير ومتابعة الوقت عند الخلود للنوم، مما يزيد من إفراز هرمونات التوتر كالكورتيزون والأدرينالين، فيدخل الإنسان في حلقة مفرغة من التوتر والأرق المزمنين، ولا شك أن سوء استخدام بعض الأدوية المتداولة، والتي تُصرف دون وصفة طبية بهدف التخلص من الأرق، كمضادات الهستامين أو الاحتقان، لا يساعد بالضرورة على النوم الجيد، بل يمكن أن يؤدي إلى التأريق خلال الليل، والخمول في أثناء النهار.
أن المعاناة من الأرق لا تعني دائما الإصابة بالاكتئاب، فأسباب الأرق متعددة والعوامل المحفزة عليه كثيرة يجب تشخيصها وعلاجها بدقة وكذلك أعراض حالات القلق العام أو حالات القلق المشابهة تكون مماثلة لكثير من الحالات الطبية الأخرى. لذلك قبل بداية العلاج يجب علي المريض القيام بفحص طبي عام.
وانا أتفق مع ما أوردت الصحيفة بعض النصائح من أجل مواجهة التوتر العصبي والضغط النفسي الذي يؤثر في الصحة البدنية وذلك بالاهتمام بالأساسيات التالية:
- الحرص على أخذ الكفاية من النوم، 8 ساعات على الأقل، والحصول على الراحة لمدة 10 دقائق في فترة بعد الظهيرة، لاستعادة النشاط باقي اليوم.
- البدء بالخضراوات والفاكهة بكميات كبيرة وخفض كميات اللحوم والدسم.
- الحرص على أداء بعض التمرينات الرياضية، فعند ممارسة الرياضة، يفرز الجسم الأندورفين وبعض الكيماويات التي تساعد على تهدئة الحالة المزاجية وتخفض من التوتر العصبي والنفسي.
- نفس عميق وطويل، وإخراجه ببطء، فهذه الطريقة تساعد على أن تقلل من ضربات القلب السريعة.
- الحرص على قضاء وقت أطول مع أصدقاء مرحين يتمتعون بسلوك إيجابي وحب للمرح والضحك، فمرحهم يمكن أن يكون معديا، كما أن الاكتئاب عدوي هو الآخر.
- البحث عن الضحك والمواقف المرحة في الأفلام الكوميدية والكرتون والنكت، عند التعرض لمشكلة قد تزيد من التوتر، للسيطرة على التوتر أو خفضه.
وتستطرد أحدث دراسة أميركية عن التوتر من جامعة واشنطن في تقديم النصائح الأساسية لمواجهة التوتر العصبي فتقول:
- أوجد التسامح داخلك، وأعط أعذارا للذين يضعونك في حالة توتر عصبي، فإن ذلك سيقلل من حنقك عليهم.
- فرغ مشاعر الغضب والخوف والجزع عندك على الورق، بأن تكتب انفعالاتك، وبعدها الق بالورق المكتوب، وانس ما كتبته.
- يجب أن تتعلم الصمت أثناء توترك، فلا داعي للكلام وأنت غاضب، وعندما يعود إليك الهدوء النفسي والسكينة، وقتها فقط يمكنك الكلام والمطالبة بحقوقك.
- لا تحكم على الآخرين، وتذكر الحكمة القائلة "لست زعيم هذا الكون"، فإنك لن تستطيع تغيير طبائع وسلوك الآخرين.
- كن عطوفاعلى نفسك ولا تلمها كثيرا، ولا تحملها تبعات الإخفاق في قرار أو تقدم خاطئ أو فشل في الحياة أو العمل، فعند ضياع فرصتك الأولى، تذكر أن هناك حتما فرصا أخرى قادمة، حتى لا تعيش في توتر عصبي دائم.
- عند شعورك بالتوتر بعد العجز عن حل مشكلة ما، لا تتحرج في طلب العون من الأصدقاء والأقارب، اطلب العون دائما متى تحتاجه، فمحاولة حل مشاكلنا بمفردنا، تثقل على أنفسنا وتوجد جهدا خارقا قد لا نقوى عليه

علاج الاسلام
والإنسان في حاجة إلى عقيدة الإسلام، لتكون الشاطئ الذي يأوي إليه والركن الذي يعتمد عليه، إذا ألمت به الشدائد وحلت به المصائب أو خاب أمله في موضوع ما. عندئذ تأتي العقيدة الإسلامية فتمنحه القوة بعد الضعف والأمل بعد اليأس إن الإيمان بالله وعدله فهوي العوض والجزاء عنده تهب الإنسان الصحة النفسية والروحية فيغمر في نفسه وروحه مظاهر التفاؤل، ويجد في ذلك الرجاء والأمل، والسكينة والاطمئنان وهذا لا يقوم مقامه مال ولا ولد ولا علم ولا ملك الدنيا. أما الذي يعيش في هذه الدنيا بغير عقيدة الإيمان بالله، يرجع إليها إذا تتابعت الخطوب وحلت الكروب، فإنه يعيش مضطرب النفس، حائر الفكر، مشتت الذهن، وأمثاله يتعرضون أكثر من غيرهم للقلق النفسي والتوتر العصبي والاضطراب الذهني وهم ينهارون بسرعة إذا حلت بهم النكبات والمصائب والخطوب وهذا ما يؤكده علماء علم النفس. وفي هذا الصدد يقول (ارنولد توينبي) وهو أحد فلاسفة مؤرخي العصر الحديث الدين إحدى الملكات الضرورية الطبيعية البشرية... وحسبنا أن نقول بأن افتقار الإنسان للدين يدفعه إلى اليأس إن الذي يعيش بغير دين وبغير عقيدة في الله والآخرة انسان محروم شقي. انه مخلوق حيواني كالكائنات التي تدب على هذه الأرض والتي تعيش ثم تموت، من غير أن تعرف لها هدفاً في الحياة، أو تدرك سر الوجود. والحياة لا تستقيم بدون إيمان بالله.. في هذا الصدد يعترف (فولتير) الكاتب والثائر الفرنسي يقول لم تتشككون في وجود الله، ولولاه لحطمني صديقي وأخي وسرقني خادمي، وخانتني زوجتي وتجارب التاريخ والحياة الواقعية تنطق بفضل الإيمان بالله، وضرورته للانسان، فهو ضروري له ليطمئن ويسعد وضروري أيضاً للمجتمع ليستقر ويتماسك ويرقى وحينما يعيش الانسان بغير عقيدة، تتحول أدوات العلم في يديه إلى مخالب وأنياب تقتل وترهب، وألغام تدمر وتحطم، وتشيع الخوف والذعر

علاج بالسنه النبويه
هناك وسائل علاجية من دون أدوية وردت في السنة النبوية وأكدها الطب الحديث: هل جربت مرة إذا غضبت أن تصلي ركعتين لله، أو قراءة بعض من آيات القرآن الكريم بدلاً من المهدئات إن الأدوية لها آثار جانبية سلبية، وعلاج آخر أكده العلم الحديث فقد لاحظ العلماء أن الإنسان إذا اغتسل بالماء أو توضأ زال عنه الغضب والانفعال. والعلم يفسر ذلك بأن رذاذ الماء المتناثر في الهواء أثناء الوضوء يولد الضوء منه أيونات سالبة الشحنة لها قدرة كهرومغناطيسية تسبب للإنسان استرخاءً نفسياً كاملاً فيزول عنه الغضب تماماً بسبب السعادة الداخلية التي يشعر بها هذا ما اكتشفه العلم حديثا. إلا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حدثنا عنه فقد قال: إذا غضب أحدكم فليتوضأ وفي رواية أخرى: إذا غضب أحدكم فليغتسل وروي أن رسول الله قال: إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ
وننهي حديثنا إلى أن في الصلاة أسباباً أخرى للشفاء النفسي تتمثل في الفوائد النفسية والاجتماعية التي تحققها ومن أبرزها: الاندماج في المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان، وتنمية عاطفة حب الغير وعدم الاستعلاء عليهم وإزالة الشعور بالوحدة والعزلة وتربية النفس على الانتماء للمجتمع. ربما هذا يفسر هنا معنى قول المصطفى (صلى الله عليه وآله) عن الصلاة عندما كان بلال ليؤذن أرحنا بها يا بلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق