السبت، 24 نوفمبر 2012

مبادئ الاحترام فى الدين الاسلامى



عبيرالرملى

هل نحن فى انتظار منظمه اليونسيكو لتعلمنا مبادئ ديننا وكيف يحترم صغيرنا كبيرنا انه لمن المؤسف ان ساحه التطاول الان اصبحت مفتوحه واصبحنا لا نحترم كبير ولا صغير وكأن الحريه تطاول وقله ادب  الحريه ان تحترم الاخرين فيحترمكم الاخرين الصوت العالى دائما بيكون حجته ضعيفه ولذا يجب ان نتحلى بروح الاسلام وقيمه

أصدرت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة مجموعة من القيم نبهت عليها ‏,‏ وجعلت هذه القيم هي المشترك بين الإنسانية كلها ‏,‏ وسمتها بالقيم النشيطة‏ ,‏ وارتأت أنها القيم التي ينبغي لكل مناهج التعليم في العالم ان تلتزم بها‏.‏
وكل هذه القيم وجدناها في الإسلام ‏,‏ وفي كل الأديان‏ ,‏ أولي هذه القيم ‏:‏ قيمة الاحترام‏ ,‏ الاحترام للنفس‏ والاحترام لغيرك‏ ,‏ والاحترام للعالم من حولك ‏,‏ ومنها قيمة البساطة ,‏ والتعاون ‏,‏ والسعاد ‏,‏ والمرح‏ ,‏ وقيمة المحبة‏ ,‏ وقيمة المسئولية ‏,‏ وقيمة الاتحاد‏,‏ والتواضع ‏,‏ والرحمة‏.‏
وجعلت الاحترام أولي القيم ‏,‏ وفي الإسلام نري أهمية الاحترام‏ ,‏ وقد ربطه بالتربية‏ ,‏ وبالخلق القويم الذي إذا تركناه أو نسيناه أو همشناه في حياتنا لذهبت هذه القيمة ومعها قيم كثيرة‏ ,‏ولكان ذهاب هذه القيم مخلا بالاجتماع البشري‏.‏
امرنا الإسلام ان نربي أبناءنا وخدمنا وان نعلمهم‏ ,‏ وأن نجعل التقوي هي المقياس ,‏ فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم فيما اخرجه أحمد في مسنده‏ :‏ إن انسابكم هذه ليست بسباب علي أحد‏ ,‏ وإنما انتم ولد آدم‏ ,‏ طف الصاع لم تملئوه ‏,‏ ليس لأحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح‏ ,‏ حسب الرجل ان يكون فاحشا بذيا بخيلا جبانا‏‏ ونري في عصرنا ان كثيرا من الناس قد اساء الأدب مع العالم‏ ,‏ واساء الأدب مع الناس .
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال ‏:‏ قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم‏ :‏ ليس منا من لم يرحم صغيرنا‏ ,‏ ويعرف شرف كبيرنا‏ ,‏ اخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه ‏,‏ وعن عائذ بن عمرو رضي الله عنه ان أبا سفيان اتي علي سلمان وصهيب وبلال في نفر‏,‏ فقالوا ‏:‏ والله ماأخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها‏,‏ قال ‏,‏ فقال أبو بكر‏,‏ اتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم ؟
فأتي النبي صلي الله عليه وآله وسلم ‏,‏ فأخبر‏,‏ فقال‏:‏ ياأبا بكر‏,‏ لعلك اغضبتهم ؟ لئن كنت اغضبتهم لقد اغضبت ربك ‏,‏ فاتاهم أبو بكر‏,‏ فقال‏:‏ يااخوتاه‏ ,‏ اغضبتكم ؟ قالوا‏:‏ لا‏,‏ يغفر الله لك ياأخي‏ ,‏ رواه مسلم في صحيحه‏,‏ واليوم لايبالي كثير من الناس بغضب أولياء الله وأهل القرآن‏ ,‏ وعلماء الأمة‏,‏ فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏
لقد ربط رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الاحترام بنفع الناس‏,‏ فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان امرأة سوداء كانت تقم المسجد ـ أي تنظفه ـ ففقدها رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ‏,‏ فسأل عنها‏,‏ فقالوا‏:‏ ماتت‏,‏ قال‏:‏ افلا كنتم آذنتموني ؟‏,‏ قال‏:‏ فكأنهم صغروا امرها‏ ,‏ فقال‏:‏ دلوني علي قبرها‏,‏ فدلوه‏ ,‏ فصلي عليها عند قبرها‏,‏ اخرجه البخاري ومسلم‏ ,‏ وهو تدريب عملي من الرسول صلي الله عليه وآله وسلم لصحابته علي احترام الآخرين مهما صغرت مكانتهم‏ ,‏ خاصة أنها كانت تقوم بعمل صالح بتنظيف المسجد‏ ,‏ وهو بيت الله ‏,‏ ومكان اجتماع المسلمين‏,‏ ولم تذكر لنا الكتب‏:‏ من تلك المرأة‏,‏ كل مانعرفه انها كانت تنظف المسجد فقط‏ ,‏ لكننا نعرف أيضا انها ماتت وان الله راض عنها ورسوله والمؤمنون‏.‏
ويتمادي الإسلام في تعليم الاحترام حتي اخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ لايقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه‏.‏
‏‏ والإسلام يعلمنا الاحترام مع الآخرين‏,‏ فاخرج البخاري ومسلم عن عبد الرحمن بن ابي ليلي قال‏:‏ كان سهل بن حنيف‏,‏ وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية‏,‏ فمروا عليهما بالجنازة‏,‏ فقاما‏,‏ فقيل لهما‏:‏ إنها من أهل الأرض ـ أي من أهل الذمة في هذه البلد ـ فقالا‏:‏ إن النبي صلي الله عليه وآله وسلم مرت به جنازة فقام‏ ,‏ فقيل له ‏:‏ انها جنازة يهودي‏ ,‏ فقال أليست نفسا!!! ؟‏.‏
وعلمنا الإسلام الاحترام داخل الأسرة‏ ,‏ فعن انس رضي الله عنه قال ‏:‏ بلغ صفية بنت حيي أم المؤمنين أن حفصة ام المؤمنين أيضا قالت عنها ‏:‏ بنت يهودي ‏,‏ فبكت صفية‏ ,‏ فدخل عليها النبي صلي الله عليه وآله وسلم وهي تبكي ‏,‏ فقال‏:‏ مايبكيك ؟‏,‏ قالت‏:‏ قالت لي حفصة إني بنت يهودي ‏,‏ فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم‏:‏ إنك لابنة نبي ,‏ وإن عمك لنبي ‏,‏ وإنك لتحت نبي‏ ,‏ ففيم تفخر عليك ؟‏!,‏ اتقي الله ياحفصة‏ . ‏ اخرجه أحمد والترمذي‏.‏
فانظر كيف وجه النبي صلي الله عليه وآله وسلم الكلام أولا إلي السيدة صفية فرفع من مكانتها ‏,‏ واشعرها بالثقة في النفس‏ ,‏ ولفت نظرها إلي معني لم تلتفت هي إليه اصلا‏,‏ وهي أنها من نسل موسي أو هارون عليهما السلام فهي بنت نبي وعمها نبي ‏,‏ وهذا دافع لفخارها بنفسها ‏,‏ فأذهب عنها حزنها وبكاءها‏,‏ واذهب عنها المفهوم الذي دعاها للشعور بالنقص أو القلة‏,‏ ثم ربي علي كل هذه المعاني الطيبة ونسق الإسلام المفتوح السيدة حفصة‏.‏
بل ان الإسلام تمادي في تعليمنا قيمة الاحترام حتي امرنا ان نحترم الحيوان‏ ,‏ والجماد‏,‏ فعن أبي هريرة رضي الله عنه ‏,‏ عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ اياكم ان تتخذوا ظهور دوابكم منابر‏,‏ فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلي بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الانفس ‏,‏ وجعل لكم الأرض ‏,‏ فعليها فاقضوا حاجتكم‏ ,‏ اخرجه أبو داود في سننه‏.‏
لامفر لنا إلا ان نحترم كبيرنا‏ ,‏ وان نعطف علي صغيرنا ‏,‏ وان نتقي الله في انفسنا‏ ,‏ فهذا هو الأمن المجتمعي‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق