الاثنين، 24 فبراير 2014

الرجل والمرأه اساس نجاح المجتمع



 عبيرالرملى
في اغلب الأحيان عندما أقرأ عن دور الزوجين، أجد البعض يحمل المرأة سبب نجاح
أو فشل الأسرة، ويرجع ذلك الى تصور البعض ان  دور الرجل يقتصرعلى النفقة ويرون أن على الزوجة الاهتمام بالباقي، الزوجة وحدها هي التي يجب أن تسعى لحسن تربية الأبناء وراحة الزوج والأبناء، وقد تكون امرأه عامله فتتحمل شقاء العمل


ما قد يغيب عن ذهن البعض هو أن تعلق الولد بأمه يقابله تعلق البنت بوالدها، أيضا الأولاد الذكور في أغلب الأحيان هم في حاجة إلى رجل لردعهم عن الخطأ، وكما الرجل في حاجة إلى حنان زوجته وهو بين أهله فما بالك بالمرأة وهي بعيدة عن أهلها، وفي مقابل هذه المسؤولية التي يسعى الجميع إلى أن يحملها إياها نجد البعض يقولون إن على المرأة أن تسلم أمرها لزوجها

وقد سمعت مؤخراً البعض  يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: لو كنت آمرا أحداً بالسجود لغير الله لأمرت المرأة بالسجود لزوجها. فهل هذا الحديث صحيح أم ضعيف، وهل أن الحديث القائل بأن معظم سكان النار هم نساء مع ما نفعله من تقرب النساء من الله الذي يفوق تقرب الرجال في العديد من البلدان؟

سوف ابدأ من سنه أولى زواج .... في سنة أولى زواج، يكثر الصدام بين الأزواج، ويعتبر هذا الصدام" صدام ثقافات وبيئات"

وصراع على السلطة داخل البيت ، والإسلام كان عادلاً في توزيع الحقوق بين الزوج والزوجة. ولو أن كلا منهما عرف حقوقه وحقوق الآخر، لتوقف الصدام، ولتحولت سنة أولى زواج إلى سنة عسل دائمة.

لن اتكلم عن الواقع وما يجب ان يكون ولكن سوف اطرح النموذج الإسلامي  وقد قام بتحديد دور الرجل فى :

1- التربية

2- الإنفاق على الأسرة.

3- إعطاء الحنان للبيت

أما أولويات دور الزوجة فهي:

1- الحنان

2- العمل إن شاءت

والدليل على أن أول واجبات الزوجة هو الحنان والعطف. أن الله سبحانه وتعالى أوجد ذلك في طريقة تكوينها. فهي اسمها حواء. وحواء من الاحتواء. احتواء المجتمع كله وليس الرجل والأطفال فقط. هذا هو الدور الأساسي للمرأة، وحواء خلقت من ضلع آدم. ولم تخلق من تراب مثله، لكي يقول له الله سبحانه: هذه قطعة منك فلا تهملها، فهي خلقت من ضلعه الذي يحمي القلب، فهي إذاً التي تحمي القلب.

يروي الإمام أحمد أنه بينما آدم في الجنة استوحش، فبينما هو نائم، خلقت حواء من ضلعه فاستيقظ فرآها، فقال: من أنت. قالت: أنا امرأة. قال: ما اسمك؟ قالت: حواء. قال: لم خلقت؟ قالت: لأكون سكناً لك.

أي أنا سكن الأرض وطمأنينة القلب، والأرض من دوني حروب ودمار ونكد. وأحزان. قارن إذاً النماذج الأخرى لفكرة الإسلام في التعامل مع المرأة. ومن أخطر الأشياء التي حدثت في حياتنا، تصوير المرأة وهي تربي أبناءها على أنها قطعة أثاث في بيت. وهذا غير صحيح. فكلنا يحفظ بيت شوقي: "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق" فكأن الإسلام يقول لها: أنتِ نصف المجتمع، وأنتِ التي تعطين العطف والحنان للنصف الثاني. أما بالنسبة لتشجيع المرأة على عدم العمل، فليس لذلك أصل في الإسلام. وهو قد يكون رد فعل في القرن الأخير، نتيجة تعالي الصيحات المقلدة للغرب، بأن أولوية دور المرأة هو العمل، ومسألة أن المرأة لا تعمل لم تكن موجودة في عهد النبي.

وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم أن تُنشئ السيدة رفيدة مستشفى لعلاج الرجال والنساء. 
وقد أشاد حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمرأة العاملة، كما جعل النبي صلى الله عليه وسلم دوراً للنساء في خطط الحرب.

وقد جاءته امرأة تقول إنها تعمل مزينة للنساء. فرحب بها، وقال إنك تفعلين ذلك كي تحببيهن إلى أزواجهن. فعندنا الطبيبة والمحاربة. والسيدة عائشة كانت تفتح مدرسة لتعليم النساء والرجال الذين صار من بينهم علماء بعد ذلك. ونحن عندنا الشاعرات المبدعات. دور المرأة الأساسي هو رعاية الزوج والأبناء. وأن تعمل بشرط ألا تفقد أنوثتها ورقة مشاعرها.

من الناحية الأخرى، ما دور الرجل؟
هل هو التربية قبل الإنفاق؟ أم الإنفاق قبل التربية؟ دور الرجل هو التربية قبل الإنفاق. فبماذا تفيد النقود إذا تربى الابن كمدمن مخدرات؟ الأولاد رقم (1)، فأين تربيتك وعطفك وحنانك؟ أين الالتقاء بالأولاد والاهتمام بهم؟
من الخطأ كذلك تصور أن دور المرأة الأساسي أنها تكنس وتطبخ وتغسل. نحن نرفض أن يكون هذا هو شكل الإسلام في تعامله مع المرأة. فالرسول وهو يتحمل مسؤولية النبوة وقيادة الأمة، كان يحلب الشاة، وكان يرتق ثوبه، وكان يذهب إلى السوق لشراء طلبات البيت. هذا دور الرجل كما رسمه الرسول العظيم. تقول السيدة عائشة: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس يحدثنا ونحدثه، فإذا نودي للصلاة كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه. المشكلة الأساسية في حقوق الزوج وحقوق الزوجة، هي أن يعرف كل منهما دوره، لأن عدم معرفة الدور هو الذي يؤدي إلى حدوث المشاكل.

فهل دور الرجل ينحصر في جمع المال للأنفاق على البيت؟ وهل دور المرأة أن تخرج إلى النادي وتذهب في رحلات دون النظر إلى مصالح بيتها وزوجها وأولادها؟ المشكلة الأساسية للأسرة في كل أنحاء العالم، كانت تحديد دور كل من الزوج والزوجة، والمناهج الاجتماعية العالمية اختلفت حول ذلك.

فعندما أرادت الشيوعية في روسيا وأوروبا الشرقية تحديد دور الرجل ودور المرأة. قالت إن أهم شيء هو المجتمع. والرجل والمرأة ما هما إلا وسيلتان من وسائل الإنتاج.

والدولة تأخذ الأطفال وتربيهم نيابة عن الأبوين. هنا تم استبدال دور الأب والأم بالدولة التي تربي وتنفق وتعلم. لكي يشب الأبناء في حالة انتماء للدولة.

وإسرائيل تقوم بتطبيق النظرية نفسها في الكيبوتز والموشاق، رغم أنها مجتمع غير شيوعي، وكانت النتيجة حين تم استبدال دور الأب والأم حدوث الانهيار الشديد. والمفاجئ في الدولة السوفيتية، والمجتمع الشيوعي، عندما تقرر أن تحل الدولة محل الأسرة سقطت الشيوعية بعد 70 سنة. لكن حين عاد دور الأبوة والأمومة، انصلح حال المجتمع.

الشكل الأخر هو النموذج الغربي الذي شدد على أنه مجتمع مادي. الدولار أو اليورو يكسب، والذي لا يملك نقوداً أو أموالاً يداس بالأقدام. الأولوية في المجتمع بالنسبة للرجل والمرأة على السواء، هي نزولهما للعمل. أما الأبناء

والحب داخل الأسرة فتأتي في المرتبة الثانية. القيمة الأولى: هي الشغل والشغل والشغل. وأنا لست ضد عمل المرأة، لكننا نتحدث هنا عن الأولوية، فبدأت المرأة تنزل للعمل وتشتغل ليل نهار، وبدأت لذلك تفقد أنوثتها، لأنها تضع نفسها مكان الرجل في كل صغيرة وكبيرة.

مع العلم أن المرأة قبل الإسلام وأثناء الإسلام وبداية عهد النبوة كانت تشتغل وتخرج للجهاد ولم تفقد أنوثتها. لأن الأولويات كانت مرتبة بطريقة صحيحة. مسألة أن تنجح المرأة ، هذه مسألة معروفة. ومسألة أن تتفوق. هذه مسألة مبنية على الأولويات.

فالرجل في المجتمع العربي لا يريد تحمل المسؤولية، وفي أي وقت من الأوقات يقول لها: مع السلامة أنت وعيالك، وقد ظهر شيء جديد في الغرب اسمه "الأم المنفردة"، وهي التي كانت شريكة في بيت مع رجل، ثم أصبحت هي وأبناؤها شركاء مع هذا الرجل الغريب الجديد الذي لا يعرفونه. نتيجة ذلك أن المرأة بعد سن الـ45 سنة تحس أنها انهارت فلا هي أم، ولا هي زوجة، ولا هي "جيرل فريند" وانتهت حياتها على ذلك.

ولذا اعتقد مما تقدم ان مهمة الرجل والمرأة في هذه الحياة واحدة ووظيفتهما مشتركة، وكل منهما يقوم بواجبه حسب تكوينه الجسمي والعقلي والعاطفي.... وما فطره الله تعالى عليه وما وهبه من خصائص، فمهمة المرأة داخلية أكثر منها في الخارج، ومهمة الرجل خارجية أكثر منها في الداخل، وبذلك يتم بناء الأسرة على أكمل وجه وأحسن حال.

فالزوجة تتحمل المسؤولية الكبرى في رعاية البيت وتربية الأبناء وخاصة في المرحلة الأولى من أعمار الأبناء، وبقيامها بواجباتها الدينية والاجتماعية تجاه بيتها وأولادها وزوجها تنال رضا الله تعالى ورضا الناس ودخول الجنة، وعلى الزوج أن يوفر لزوجته ولأسرته ما تحتاج له مادياً ومعنوياً.


وعليه أن يقوم بواجبه في تربية الأبناء وتعليمهم، وبقيامه بتلك الواجبات يستحق نفس الجزاء الذي تستحقه المرأة، ولذلك فإن كلا الزوجين مكمل لصاحبه، واختلافهما اختلاف تنوع وتكامل وليس اختلاف تضاد وتناقض، وما يوجد من الصراع والجدل حول وظيفة المرأة ووظيفة الرجل في الثقافات الأخرى مرفوض في ثقافة الإسلام، فالمسؤولية العامة تقع على عاتق كل منهما، والمسؤولية الخاصة تختلف باختلاف تكوين كل منهما الفطري.... قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {النحل:97}، وقال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ {البقرة:228}،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق